السبت، 14 مايو 2011

الإدريسي- الشريف

وُلد بمدينة سبتة بالأندلس، قضى شطرا من حياته في رسم أوّل خريطة للعالم بناها على القواعد العلميّة في ذلك العصر كما صحّح بعض المفاهيم الخاطئة حول رسم الخرائط. من مؤلّفاته " نزهة المشتاق في اختراق الآفاق " و " خريطة العالم المعمور من الأرض "

الخوارزمي- محمّد ابن موسى

من خوارزم، عاش في بغداد أيّام الخليفة المأمون، أشهر كتبه و أهمّها " كتاب الجبر و المقابلة ". و يدين له العالم بعلم الحساب و علم الجبر. له الفضل في تطوّر علوم الرياضيّات و المحاسبة و الكمبيوتر.

الخازن- أبو الفتح عبد الرّحمان ( الخازنيّ )

من علماء الشرق في النّصف الأوّل من القرن الثاني عشر للميلاد. نشأ في مرْو أشهر مدن خراسان. من كتبه: " الجداول الفلكيّة " " ميزان الحكمة ". أحد الكتب الأساسيّة في الميكانيك و الفيزياء في الحقبة الوسيطة، صانع الإسطرلابات. اخترع ميزانا خاصّا لوزن الأجسام في الهواء و في الماء، و " ميزان الحكمة " الأوّل من نوعه في الهيدروستاتيكا

البيروني- محمّد ( أبو الرّيحان ) الخوارزمي

وُلد بخوارزم. له إلمام واسع بمعارف عصره العلميّة و الفلكيّة و الفلسفيّة. من أهمّ كتبه " الآثار الباقية عن القرون الخالية " " تحقيق ما للهند من مقولة مقبولة في العقل أو مرذولة ". يعتبر و اضع أصول الرّسم على سطح الكرة الأرضيّة. له بحوث في تصحيح أطوال البلدان بالكسوفات ثمّ بما بينها من مسافات. سبق نيوتن في معرفة أنّ الفترات المتساوية بين الزّوايا لا تقابلها تغيّرات متساوية في الجيوب.

ابن الهيثم- الحسن

أصيل البصرة، حلّ ببغداد و انتقل إلى الدّيار المصريّة و أقام بها إلى آخر عمره. كان متهافتا على كتب الأوّلين و رائدا في البصريّات. من أهمّ كتبه: " المناظر ". له أربعون مؤلّفا ( في الفلسفة و المنطق و الأخلاق و الإلهيّات ) ظلّت آثاره مرجع أهل الصّناعة في علم الضّوء إلى القرن السّابع عشر الميلاديّ

البتّاني- محمّد بن جابر

وُلد في بتّان من نواحي حرّان أحد روافد نهر الفرات. يطلق عليه اسم بطليموس العرب. من مؤلّفاته " الزّيج الصّابي " و هو عبارة عن جداول فلكيّة مشهورة، أنشأ مرصدا باسم " مرصد البتّاني ". تأثّر به كوبرنيك

جابر بن حيّان

عاصر الرّشيد في بغداد. رائد الكيمياء الحديثة. من مؤلّفاته: كتب " الأحجار " " إخراج ما في القوّة من فعل " " الشّمس كتاب الذّهب ". اهتمّ بتقطير السّوائل. ابتكر الكثير من علم الكيمياء و أدخل ما سمّاه " علم الموازين لمعادلة ما في المعادن من طبائع "، خرج بالكيمياء من الشّعوذة و السّحر إلى الدقّة العلميّة.

ابن النفيس- علاء الدّين القرشيّ الدمشقيّ

وُلد بقرية قَرش بضواحي دمشق. حفظ كتاب " القانون " لابن سينا و تعتمد طريقته في العلاج على الغذاء أكثر من الأدوية. ترك مؤلّفات في الطبّ و اللّغة و الفلسفة. من أهمّها " شرح تشريح القانون لابن سينا " و " الشّامل في صناعة الطبّ " اكتشف الدّورة الدمويّة التّي غيّرت نظريّات الطبّ و العلاج تغييرا جذريّا.

ابن زُهر- أبو مروان بن أبي العلاء

وُلد بأشبيليّة. ألّف كتابا بعنوان " الاقتصاد " و آخر باسم " التّسيير ".
أوّل من شخّص التهاب الإهاب. اكتشف الحِقبة الشّرجيّة المغذّية. كان لكتبه أثر في العلم الأوروبيّ.

ابن سينا - أبو علي الحسين ( الشيخ الرئيس )

وُلد بإحدى ضواحي بخارى و توفّي بهمذان، من أشهر كتبه " القانون في الطبّ " و " الشّفاء " في 18 مجلّدا. أوّلُ من استعمل التخدير أثناء الجراحة و لفت إلى وظيفة الشبكيّة في الإبصار. قال بتنقّل عدوى الأوبئة عن طريق الماء و التّراب. تحدّث عن الأمراض العصبيّة و النفسيّة. وصف السّكتة الدّماغيّة النّاتجة من كثرة الدّم و خالف بذلك التّعاليم اليونانيّة.

الزّهراوي- أبو القاسم

وُلد بالزهراء من ضواحي قرطبة، ثالث ثلاثة من نوابغ الأطبّاء العرب بعد الرّازي و ابن سينا. ألّف " التصريف لمن عجز عن التّأليف " يقع في ثلاثين جزءا و تُرجم كتابه إلى عديد اللّغات. و ظلّ مرجعا يُعتمد في الجراحة بإيطاليا و فرنسا. و يتضمّن فصولا دقيقة لعمليّات استخراج حَصَى المثانة بالشقّ و التفتيت. أوّلُ من أجرى عمليّة الغدّة الدّرقيّة ( التّيفُوِيد ) و بعده بتسعة قرون أجراها الأوروبيّون لغسل المثانة.





 

ابن الجزّار- أحمد

وُلد بالقيروان. من أعلام الثقافة الطبيّة و الصّيدليّة العربيّة الإسلاميّة. من أهمّ كتبه: " زاد المسافر و قوت الحاضر ". " الاعتماد في الأدوية المفردة " " سياسة الصّبيان و تربيتهم " اهتمّ بالأدوية المفردة و المركّبة و طبّ الأطفال و طبّ المشائخ.

الرّازي- أبو بكر

وُلد بالريّ جنوب طهران و بها نشأ و انتقل لاحقا إلى بغداد. من أعظم الأطبّاء، دوّن مُشاهداته السريريّة في كلّ حالة عالجها. يُعتبر رائدا في الجمع بين الطبّ و الكيمياء. ألّف أكثر من مئتي كتاب أشهرها كتاب " الحاوي ". و هو موسوعة طبيّة منذ أيّام الإغريق. أوّلُ من وضع تشخيصا دقيقا عن التهاب الأعضاء و الرّئة و فرّق بين الجُدريّ و الحصبة. وظّف ما كان له من معرفة بالنّفس في علاج مرضاه، أوّل من استعمل خيوط الجراحة من مصارين الحيوان.

العلماء العرب و كتب الأقدمين

إنّ احترام العمل العلميّ اليونانيّ لم يحدّ من ذكاء العلماء العرب و يقصرهم عند موقف احترام سلبيّ. فقد حاولوا التثبّت بدقّة من كلّ ما ورد في كتب الأقدمين و عملوا بدون تعب على تحديد الماهيّة و  لتثبّت و على التّصحيح، ثمّ على التخفيف... و أخيرا على الاستكمال.
رنيه تاتون، تاريخ العلوم العامّ ( العلم القديم و الوسيط )، ط1، ص: 452

العُمران

لفظ " عمران " لم يُبدعه ابن خلدون، بل وُجد في المعجم قبل أن يُولد بقرون. لكنّ ابن خلدون قد أكثر من استعماله و جعل له و لمعناه نزلة هامّة في مقدّمته و خصّه بمدلولات لم يختصّ بها من قبل.
و جعله موضوعا لعلم لم يندرج ضمن العلوم المعروفة قبله، بل قال عنه صاحبه إنّه " مستحدث الصّنعة غريب النزعة أعثر عليه البحث و أدّى إليه الغوص " فصار للعمران منذ أن ألّفت " مقدّمة " ابن خلدون شأن لم يكن له من قبل حتّى أصبح و كأنّه - لفظا و معنى - من المستحدثات الخلدونيّة. و في الحقيقة ما أضافه ابن خلدون إلى المعاني المعجميّة لهذا اللّفظ إنّما هو معنى التساكن و الاجتماع. فأصبح العمران مجال " العلاقات الإنسانيّة " بمختلف مظاهرها. و اتّجه إلى " أحواله " و تباينها و تطوّرها.
أحمد عبد السّلام- آراء ابن خلدون و تأثيرها في العالم الإسلامي
الحياة الثقافيّة- عدد 9 سنة 1980. ص: 144

حكاية أبي القُمَاقم

قال أبو القماقم: أوّل الإصلاح ألاّ أردّ ما وقع في يدي، فإن كان من وقع في يدي لي فهو لي و إن لم يكن لي فأنا أحقّ به ممّن جعله في يدي و من أخرج من يده شيئا إلى يد غيره من غير ضرورة فقد أباحه لمن صيّره إليه.
و قالت له امرأة ويحك يا أخي أبا القماقم إنّي تزوّجت زوجا نهاريّا و الساعة وقته و ليست عليّ هيئة فاشتر لي بهذا الرغيف آسا و بهذا الفلس دهنا فعسى الله أن يلقي محبّتي في قلبه فيرزقني على يدك شيئا أعيش به فقد و الله ساءت حالي فأخذهما و انصرف فرأته بعد أيّام فقالت: سبحان الله أما رحمتني ممّا صنعت بي؟ قال ويحك سقط و الله منّي الفلس فمن الغمّ أكلت الرغيف.
الجاحظ- البخلاء

نظام الجملة في شعر الحماسة من حماسة ابي تمام

نظام الجملة في شعر الحماسة من حماسة ابي تمام

تعريف شعر الحماسة


شعر الحماسة. وهو شعر الحرب الذي يصف المعارك ويشيد بالأبطال ويتوعد الأعداء. وهذا الغرض قد يبدو في رثاء أبطال الحروب، أو في مدحهم، أو في سياق فخر الشاعر ببطولاته في الحرب، وقد امتزج بوصف المعارك والإشادة بالبطولة. وقد أثمرت حروب القبائل في الجاهلية قصائد حماسية. وتعد معلقة عمرو بن كلثوم واحدة من عيون الحماسيات في أشعار الجاهليين، ومثلها معلقة عنترة التي امتزج فيها الفخر بالحماسة، وقصائد أخرى له.
وقد كانت قصائد الحماسة مادة لإلهاب مشاعر المحاربين، كما عدّها مؤرخو الأدب مصدرًا مهمًا لتاريخ العرب في حروبهم وأسلحتهم وأنسابهم وفضائلهم. كما كانت نماذج رفيعة لشعراء العصور الإسلامية المختلفة.
وكان من الطبيعي أن يظل هذا الغرض قائمًا في العصر الإسلامي، ففي صدر الإسلام، فاضت قرائح شعراء الرسول بحماسيات تصور غزواته وتعبر عن فخر الشاعر المسلم بشجاعته، وتشيد في سياق الرثاء بشجاعة الرسول وشجاعة من لقي ربه من شهداء المسلمين.
وفي العصر العباسي وما يليه من عصور، يظل الصراع مشتدا بين المسلمين وخصوم عقيدتهم من الروم والصليبيين والمغول، وتثمر تلك الحروب فيضًا زاخرًا من شعر الحماسة. ويقف في مقدمة الحماسيين أبو تمام، ومن نماذجه الرفيعة بائيته الشهيرة:
السيف أصدق أنباءً من الكتب في حَده الحدُّ بين الجِدِّ واللعب

كما صنَّف أبو تمام مجموعته المسماة بالحماسة. انظر: الحماسات. وجعل أشعار الحماسة أول أبوابها وأغزرها مادة، مما يدل على اعتداد المسلمين بالجهاد واتخاذهم من شعر الحماسة مادة لإثراء القرائح الشعرية من جهة، وإلهاب مشاعر الجهاد من جهة أخرى. وقد مضى القول عن أبي الطيب المتنبي، وقصائده في مدح سيف الدولة، أرفع نماذج البطولة في ذاكرة أبي الطيب، تعد بحق أرفع ما فاضت به القرائح من الحماسيات الإسلامية، سواء في دقة وصف المعارك والجيوش والأسلحة، لدى المسلمين والروم، أم في تصوير شجاعة سيف الدولة وجنوده.
ويمضي شعر الحماسة فيما بعد المتنبي ليسجل لنا حروب المسلمين ضد الصليبيين والمغول والتتار. ومع ما أصاب الشعر العربي من ضعف خلال تلك الحقب، فإن الشاعر المسلم لم يقصر، في حدود موهبته، في الإدلاء بدلوه في تسجيل حركة الجهاد الإسلامي.
وفي العصر الحديث، تفيض قرائح الشعراء ابتداءً من البارودي الذي رددت حماسياته أصداء الشعر في أزهى عصوره، خاصة في قصائد الفخر التي رددها في سرنديب. كما أثمرت قريحة أحمد شوقي الفذّة حماسيات أُخر كان يصف بها معارك العثمانيين. كما أن قصائد شوقي الوطنية تعد بحق شكلاً جديدًا متطورًا من شعر الحماسة.

الجمعة، 13 مايو 2011

معلّقة عنترة بن شدّاد


مقال أدبي ( السّنة الرّابعة آداب )




الموضوع :
لا يمُثّل قسْمُ الرِّحْلَةِ مِنْ رِسالةِ الغُفرانِ مُجرّدَ رِحْلةٍ سَماويّةٍ فِي عالمِ الخيالِ فقطْ ولكنّهُ طرْحٌ لجمُلةٍ ِمنَ القضايا الفكْريّة والأدبيّة بأُسْلُوبٍ سَاخرٍ.

حلّلْ القَوْلَ مُعْتمِدًا شواهِدَ دَقِيقَة مِنْ رِحْلَةِ الغُفْران .

تفكيك المعطى:
-لا يمُثّل قسْمُ الرِّحْلَةِ مِنْ رِسالةِ الغُفرانِ مُجرّدَ رِحْلةٍ سَماويّةٍ فِي عالمِ الخيالِ فقطْ :
- رحلة في عالم الخيال +......
-الخيال " المكان , الزمان , الشخصيات , الأحداث .....
-جملة من القضايا الفكريّة والأدبيّة :
-* القضايا الفكريّة:
- 1عقدية دينيّة - 2 : إجتماعيّة – 3: سياسيّة
-الأدبية " الشعر حدّه , المدح ’ القضايا العروضيّة , المعجم ......."
-الأسلوب السّاخر :
تفكيك المطلوب "
- تحليل القول + اعتماد شواهد دقيقة
المقدّمة : تأجيل المقدّمة :
الجوهر:
[مظاهر الـــــخيال
تجلّت مظاهر الخيال في رحلة الغفران في عدّة مظاهر وهي المكان , الزّمان , الشخصيات , الأحداث.
1- مظاهر الخيال في المكان :عالم الغفران عالم عجيب غرائبي لا معقول : عالم ما ورائي عجيب مفارق للعالم الأرضي مبالغة في وصف غرائبيّة المكان وجغرافيّته " كثبان من عنبر , نوقه من ياقوت ,ودر ّ , وصخوره من زمرّد , خمره وحليبه أنهار, سحابه ينثرُحصى من كافور , ظلال شجره تأخذ ما بين المشرق والمغرب , مُكوّناته لايّصيبها التّغيير , والتحوّل , ثمر شجره تخرج منه الحور العين , ماء الحيوان فيه يمنح الخلُود " وتجري في لأصول ذلك الشّجر أنهار تختلج من ماء الحيوان من شرب منها النّغبة فلا موت فقد أمن هنالك الموت ..."
1-مظاهر الخيال في الزمان : يتميّز :بــ :
أ: زمن إلاهي مُطلق لا نهائي مُتحرّر من قيود النّسبيّة والمحدُوديّة ..." يومٌ مقداره خمسين ألف سنة "
ب: زمن لا يُؤثّر في الأشياء والشّخُوص : " وسُعدٌ – أنهار- من لبن متخرّقات لا تُغيّر منها الأوقات
ج : زمن ما بعد الموت بعد الحياة الدّنيا زمن عجيب لم يدركه البشر بعد
3- مظاهر الخيال في الشّخصيّات:
تجسمت مظاهر الخيال في الشخصيات من خلال :
أ: كسر الحاجز الزمني بين بينها : اجتماع شخصيّات من مرجعيّات زمنيّة مُختلفة من ذلك " الجاهلي , والأموي , والعبّاسي , وآدم
ب: كسر الحواجز اللّغويّة بينها : إنطاق المعرّي شخوص عالم الغفران باللّغة العربيّة والحيوان نفسه " الأفعى , الأسد , يحاور ابن القارح بالعربية الفصيحة ويُناقش
ج:كسر الحواجز بين الأجناس اجتماع الإنسان بالحيوان , والجن والملائكة وزبانية النار والعفاريت وإبليس .......في عالم الغفران
د : التغيّرات الطّارئة على بعض الشّخصيّات: الأعشى مبصر بل أحور , أجمل عيون عند عُوران قيس , توفيق السوداء أنصع من الكافور تحول زهير بن أبي سلمى إلى شاب ...ظاهرة التعويض والقلب قال حُميد بن ثور عن بصره " إنيّ لأكونُ في مغارب الجنّة فألمحُ الصّديق وهو بمشارقها وبيني وبينهٌ ألوف الأعوام ..."
4- مظاهر الخيال في الأحداث:
تجسم الخيال من خلال : خروج حور العين من الثمار , عودة الحيوان " الطاووس .الإوز..." بعد أكله إلى حاله الأول انقضاب عنقود العنب من الشجرة إلى فم ابن القارح , الأغصان تنضح البطل بماء الورد , الخيل تحلق حينما اشتدّ الزحام , السهم يتوقف عند تصويبه الخيل والجواري تسير بسرعة البرق سرب الإوز يتحول إلى جواري راقصة " ويمرّ رف " جماعة" من إوز الجنّة ..فينتفضن فيصرن جواري جواري يرفلن في وشي الجنة .."
/القـــضايا الفكريّة
عقديـــــــة :
أ – معتقد الغفران : الإيمان بالغفران يقلب الجزاء بالنّعيم أمرا يسيرا بلوغهُ ممّا يشجّعُ النّاس على استهلاك حياتهم في اللذة والمتعة
ب- مفهوم الشّفاعة : ثورة المعرّي على هذا المُعتقد الشّيعي لأنه إبطال ٌ للحُكم الإلهي وتأكيدا
على التدخل البشري في الجزاء وهو أمرٌ مردود دينيّا بالإضافة إلى الخلفيات السّياسيّة الشيعيّة لهذا المعتقد
ج: نقد التّصوّرات المادّية للجنّة والبعث والحشر : هذه التّصوّرات الحّسية أفقدت الجنّة والبعث والحشر قُدسيّتها .
د : معتقد الوساطة وعٌبور الصّراط والجزاء على الأقوال و ليس الأفعال
نقد أبو العلاء المعرّي للواقع العقائدي في رحلة الغفران هو نقد العقل لمجتمع اللاّمعقول وهو ثورة على زمن أفلس حضاريّا وتميّز بالبُؤس القيمي ورقّة الإيمان
2-أخـــــــلاقية
فضح لمجتمع مغرق في الشّهوات الجنسيّة " اللواط ,المجالس الخمريّة , الخلوات الجنسية , العربدة والمجون , مثال " ويخلو لا أخلاه من الإحسان بحوريتين من حور العين .. ويقبل على كلّ واحدة منهنّ يترشّفُ رضابها " " إنّ الخمرة حرّمت عليكم في الدّنيا وأحلّت لكم في الآخرة فهل يفعل ُ أهل الجنّة بالولدان المُخلّدين فعل أهل القّريّات "
3 – اجتــــــماعية :
أ: الطّبقيّة : تشهير المعرّي بالتّناقض الصارخ بين حياة القصّور والبيوت الحقيرة : " زهير بن أبي سُلمى " وُهب له قصرٌ من ونيّة " والحطيئة " بيتٌ في أقصى الجنّة كأنّه حفش أمة راعية "
ب: الوصوليّة والوساطة : تشهير المعرّي بالسّلوك الاجتماعي القائم على أنّ الغاية تبرّر الوسيلة من ذلك تودّد البطل ابن القارح إلى فاطمة الزّهراء قصد الدّخول إلى الجنّة فقالت للرسُول :" هذا رجلٌ سأل فيه فلان وفلان "
ج: نقد تدهور واقع : المرأة استحالت وعاء للذّة وملبّية لرغبات الرجل فهي إمّا قينة أو جارية أو راقصة
3-سّيــــــــاسيّة :
أ: التشهير بتحكّم الحاشية في السّلطة السّياسيّة : دور آل البيت في تقرير مصير الشّخصيّات بمعزل عن الإرادة الإلاهيّة مُعادل رمزي لتحكّم الحاشية في الحكم في ظلّ غياب السّلطان .
ب: فضح الدّسائس والنميمة : " يجبُ أن يُحذر من ملك يعبر فيرى هذا المجلس فيرفع حديثهٌ إلى الجبّار الأعظم فلا يجٌرّ ذلك إلاّ ما تكرهان "
[]ج: نقد انصراف الرّاعي عن الرّعيّة : غياب اللّه في الجنّة أشبه بغياب السّلطان السّياسي في الواقع .==) موقف المعرّي من رجال السّيلسة تميّز بالحدة إزاءهم حيثٌ أدخلهُم ْ جميعهم النّار : مثال:" والشّوس الجبابرة من الملوك تجذبهم الزّبانية إلى الجحيم والنّسوة ذوات التيجان يُصرن بألسنة من الوقود فتأخذ فروعهنّ وأجسادهنّ "
القـــضايا الأدبـــيّة
أ:حدّ الشّعر ومفهومه ووظيفته وفضح الشعرالمدحي التكسّبي" بئس الصّناعة إنّها تهبُ غُفّة من العيش لا يتّسعُ بها العيال "
ب: السخرية من شعراء الرجز : وضعهم المعري في جنّة خاصّة بهم وحرمخم من نعيم الفردوس ولذّاته : " إنّ الرّجز لمن سفساف القريض , قصّرتم أيّها النّفر ُ فقُصّر لكم "
ج : الانتحال الشعري : قال الأعشى " ما هذا ممّا صدر عنّى وإنك منذ اليوم لمولعٌ بالمنُحولات "
د : السّرقات الشّعريّة : قال ابن القارح : " عملت ُ كلمة ووسمتها باسمه " رضوان " في وزن قول لبيد "
هـ : رداءة واقع النّقد الأدبي : قيام النّقد على اعتبارات لا أدبية ونهوضه على أسس أخلاقيّة انطباعيّة ومذهبيّة وتميّزه بالعنف اللّفظي والمادّي مثل خصومة الأعشى مع النأبغة عند اختلافهم في الفحولة الشعرية .
]الأسلوب الــــسّاخر
فضاء الغفران فضاء يعج بالمواقف النّقديّة ولكنّ المعرّي قدّمهٌ بأسلوب ساخر تمثّل في :
- التفارق بين المكان المقدّس والسّلوك المدنّس : الجنّة / وسلوك البطل المعربد في الجنان ( مجون , شذوذ , الخصومات ’ الجنس , المنادمة , ......)
اختلال التوازن بين الفعل والجزاء : أغلب الشّخصيّات فازت بالجنّة بحجج واهية ولامعقولة ( عبيد بن الأبرص ببيت من الشعر , الحُطيئة لأجل كلمة صدق , الأعشى بقصيدة مدحيّة , ابن القارح بصكّ التوبة ==) مفارقات عجيبة بين الجزاء والعقاب
-سُخرية المشهد : قلب المواقف الجادّة إلى مشاهد هزليّة :
-يوم الحشر المفروض أن يكون يوم رهبة وخوف أصبح فضاء للمزاحمة والتّوددّ والتحيّل والصّراخ والعويل ...
-انشغال بعض الشخصيّات يوم الحشر بالنقاش الحادّ في مسائل شعريّة أدبيّة مثل النّقاش الحاد مع أبي علي الفارسي الذي اتهمه الشعراء بالتّجنّي عليهم في تأويله ..." كنت قد رأيتُ في المحشر شيخا لنا كان يدرّسٌ النحو في الدّار العاجلة يعرف بأبي علي الفارسي وقد امترس به قومٌ يُطالبُونه ٌ ويقولون لهُ : تأولت علينا وظلمتنا ..
- رسم يوم المحشر في صورة سوق يعلو فيه الضجيج والصّراخ والتزاحم بين النّاس والتودّد إلى الرّسول وعلي بن أبي طالب وفاطمة
-انقلاب النّقاش بين النّابغة الجعدي والاعشى إلى خصُومة تطوّرت من العنف اللّفظي بالسّباب والشتم والتنابز وتبادل الاتّهامات إلى العنف المادّي " فيضربُه بكوُز من ذهب "
-الرّسم الكاريكاتوري السّاخر : عبور الصراط زقفونة على ظهر جارية تسير بسرعة البرق ؟
وهو " ابن القارح " لا يستمسك ويتساقط يمنة ويسرة
-المفارقة بين المقام والمقال : ابن القارح يسألُ أهل النّار رغم عذابهم القاسي عن الشّعر وقضايا الأدب قول ابن القارح إلى إمريء القيس وهو في عذاب النّار " يا أبا هند إنّ رواة البغداديين يُنشدون في قفا نبك هذه الأبيات بزيادة الواو في أولها ..:
-توسل ابن القارح يوم الحشر الشّعر طريقا للدّخول خلسة وعن عدم استحقاق للجنّة وذلك بالتّوددّ إلى رضولن وزفر وحمزة : " أفي مثل هذا الموطن تجيئني بالمديح ؟.."
-مفارقة الصفة للسلوك : ابن القارح شيخ يُظهر الورع والوقار ولكنّه يترشّفُ رُضاب جاريتين من حور العين أو يعربدُ ويُقيم مجالس الأنس والطّرب ويخاصم ُ بفعل السّكر أو يختلس النّظر إلى ردف جارية أثناء السّجود..
-مفارقة السّن للسلوك : ابن القارح شيخ هرم ضعيف ولكّنهُ مع ذلك يهربُ مهرولا من الأفعى التي دعتهُ إلى خُلوة جنسيّة أو مضانكة النّاس يوم الحشر حتّى يصل إلى رُضوان وزُفر : " ثمّ ضانكت النّاس حتّى وقفتُ وقفت بالقرب منه ( رضوان ) بحيثُ يسمع ويرى فما حفل بي ولاأظنّهُ أبه لما أقول ...."
-سخريّة اللفظ : من خلال :
-التورية استعمال ألفاظ تثير الالتباس بحكم تأديتها للمعنى ونقيظه مثل قوله " قد وصلت الرّسالة التي بحرها بالحكم مسجور ومن قرأها مأجور " لفظة مسجور : الامتلاء / الفراغ أسلوب التورية ينقل المعنى من الظاهر البريء إلى المعنى الباطني السّاخر .
-الإغراب اللّغوي: استعمال أبي العلاء لألفاظ يثيرُ نُطقها الضّحك لأجل غرابتها مثل : كفرطاب , زقفونة , جحجلول .....
بناء المقــــــــدّمة
تأخير المقدّمة راجع لضرورة منهجيّة تتمثّل في استلهام ما جاء في بناء الجوهر لصياغة هذه المقدّمة .والغاية من ذلك تجنيب التلميذ الاعتماد على المقدّمات الجاهزة أو التّاريخيّة ويمكن أن يقدّم للنّص بتقديم أهمية فنّ القص وتوظيف السّخرية لإثارة التّفكير في جوانب من العقيدة والأدب . ختم المقدّمة برسم مسلك منهجي ّ يساعد على التّدرّج تحليلا وتأليفا بتضمين نصّ الموضوع وصياغته في إشكاليّات تتناسب والمطلوب
بناء الخــــــــاتمة :
تقوم الخاتمة على بلورة النّتائج التي أفضى إليها التّحليل والتأليف والتقويم لفتح آفاق جديدة نابعة من الاشتغال على النّص مضمونيّا وفنّيا ( الخيال والهزل في قسم الرّحلة واجهتان ممتعتان شفّفتان يتراءى منهما تفكيرُ جاد يتعلّق بالإنسان في القرن الخامس للهجرة عقيدة ,وسُلوكا واجتماعا وأدبا ويظهرُ فيها المعرّي أديبا ممتع الأدب وناقدا نافذ الفكر )

دراسة حول الحجاج في اللغة

الحجاج في اللغة
أبو بكر العزاوي
1- مفهوم الحجاج:
تتعارض نظرية الحجاج في اللغة مع كثير من النظريات والتصورات الحجاجية الكلاسيكية التي تعد الحجاج منتميا إلى البلاغة الكلاسيكية ( أرسطو) أو البلاغة الحديثة ( برلمان، أولبريخت تيتيكا، ميشال ميير....) أو منتميا إلى المنطق الطبيعي ( جان بلير غريز...)
إن هذه النظرية التي وضع أسسها اللغوي الفرنسي أزفالد ديكرو ( O.DUCROT) منذ سنة 1973 نظرية لسانية تهتم بالوسائل اللغوية وبإمكانات اللغات الطبيعية التي يتوفر عليها المتكلم، وذلك بقصد توجيه خطابه وجة ما، تمكنه من تحقيق بعض الأهداف الحجاجية، ثم إنها تنطلق من الفكرة الشائعة التي مؤادها: "أننا نتكلم عامة بقصد التأثير".
هذه النظرية تريد أن تبين أن اللغة تحمل بصفة ذاتية وجوهرية(Intrinséque) وظيفة حجاجية، وبعبارة أخرى، هناك مؤشرات عديدة لهذه الوظيفة في بنية الأقوال نفسها.
ولأخذ فكرة واضحة عن مفهوم "الحجاج" Argumentation ينبغي مقارنته بمفهوم البرهنة Démonstration أو الاستدلال المنطقي. فالخطاب الطبيعي ليس خطابا برهانيا بالمعنى الدقيق للكلمة، فهو لا يقدم براهين وأدلة منطقية، ولا يقوم على مبادئ الاستنتاج المنطقي.فلفظة "الحجاج" لا تعني البرهنة على صدق إثبات ما، أو إظهار الطابع الصحيح(Valide) لاستدلال ما من وجهة نظر منطقية.ويمكن التمثيل لكل من البرهنة والحجاج بالمثالين التاليين:
·                     كل اللغويين علماء
زيد لغوي
إذن زيد عالم
·                     انخفض ميزان الحرارة
إذن سينزل المطر
يتعلق الأمر في المثال الأول ببرهنة أو بقياس منطقي (syllogisme)،أما في المثال التاني، فإنه لا يعدو أن يكون حجاجا أو استدلالا طبيعيا غير برهاني .
واستنتاج أن زيدا عالم، في المثال الأول حتمي وضروري لأسباب منطقية، أما استنتاج احتمال نزول المطر في المثال الآخر فهو يقوم على معرفة العالم، وعلى معنى الشطر الأول من الجملة، وهو استنتاج احتمالي .
لقد انبثقت نظرية الحجاج في اللغة من داخل نظرية الأفعال اللغوية التي وضع أسسها أو ستين وسورل. وقد قام ديكرو بتطوير أفكار وآراء أوستين بالخصوص، واقترح،في هذا الإطار،إضافة فعلين لغويين هما فعل الاقتضاء وفعل الحجاج.وبما أن نظرية الفعل اللغوي عند أوستين وسورل قد واجهتها صعوبات عديدة(عدم كفاية التصنيفات المقترحة للأفعال اللغوية مثلا)، فقد قام ديكرو بإعادة تعريف مفهوم التكليم أو الإنجاز(l 'illoutoire)،مع التشبث دائما بفكرة الطابع العرفي (conventionnel)للغة.وهو يعرفه بأنه فعل لغوي موجه إلى إحداث تحويلات ذات طبيعة قانونية، أي مجموعة من الحقوق والواجبات.ففعل الحجاج يفرض على المخاطب نمطا معينا من النتائج باعتباره الاتجاه الوحيد الذي يمكن أن يسير فيه الحوار.والقيمة الحجاجية لقول ما هي نوع من الإلزام تعلق بالطريقة التي ينبغي أن يسلكها الخطاب بخصوص تناميه واستمراره.
ونشير بهذا الخصوص إلى أن فكرة القيمة القانونية -التي تقدم قولا ما باعتباره له سلطة معينة- مرتبطة، بشكل وثيق جدا، بالفرضية التي ترى أن معنى القول هو وصف لقوليته .ولذلك فإن العلاقات الشرعية القانونية (الحقوق والواجبات) محصورة في المجال الخطابي الذي يتموقع فيه المتكلم والمخاطب.
إن الحجاج هو تقديم الحجج والأدلة المؤدية إلى نتيجة معينة، وهو يتمثل في إنجاز تسلسلات استنتاجية داخل الخطاب، وبعبارة أخرى، يتمثل الحجاج في إنجاز متواليات من الأقوال، بعضها هو بمثابة الحجج اللغوية، وبعضها الآخر هو بمثابة النتائج التي تستنتج منها.إن كون اللغة لها وظيفة حجاجية يعني أن التسلسلات الخطابية محددة،لا بواسطة الوقائع(les faits) المعبر عنها داخل الأقوال فقط، ولكنها محددة أيضا وأساسا بواسطة بنية هذه الأقوال نفسها، وبواسطة المواد اللغوية التي تم توظيفها وتشغيلها.
ومن هنا وجب التمييز بين الاستدلال Raisonnement والحجاج Argumentation لأنهما ينتميان إلى نظامين جد مختلفين، نظام ما نسميه عادة بـ"المنطق"،ونظام الخطاب.إن استدلالا ما(القياس الحملي أو الشرطي مثلا) لا يشكل خطابا بالمعنى القوي الذي يعطيه ديكرو لهذا المصطلح.
إن الأقوال التي يتكون منها استدلال ما ،مستقلة بعضها عن بعض،بحيث إن كل قول منها يعبر عن قضية ما، أي يصف حالة ما،أو وضعا ،من أوضاع العالم ،باعتباره وضعا واقعيا أو متخيلا.ولهذا فإن تسلسل الأقوال في الاستدلال ليس مؤسسا على الأقوال نفسها ، ولكنه مؤسس على القضايا المتضمنة فيها،أي على ما تقوله أو تفترضه بشأن العالم.
أما الحجاج فهو مؤسس على بنية الأقوال اللغوية، وعلى تسلسلها واشتغالها داخل الخطاب .
ونوضح هذا بالأمثلة التالية:
·                     أنا متعب، إذن أنا بحاجة إلى الراحة
·                     الجو جميل، لنذهب إلى النزهة
·                     الساعة تشير إلى الثامنة، لنسرع
·                     عليك أن تجتهد لتنجح
إذا نظرنا في هذه الجمل،فسنجد أنها تتكون من حجج ونتائج،والحجة يتم تقديمها لتؤدي إلى نتيجة معينة.فالتعب،مثلا،في الجملة الأولى،يستدعي الراحة ويقنع النفس أو الغير بضرورتها.فالتعب دليل وحجة على أن الشخص المعني بالأمر بحاجة إلى أن يرتاح ويستريح، ونقول الشيء نفسه عن الأمثلة الأخرى، فجمال الجو يدعو ويدفع إلى التنزه، ويعتمده المتكلم لإقناع مخاطبه بضرورة الخروج إلى النزهة أو بالذهاب إلى شاطئ البحر أو إلى حديقة عمومية للتجول فيها من أجل الترويح عن النفس والاستمتاع بجمال الطبيعة.فالمتكلم يقدم هذا العنصر باعتباره حجة ودليلا لصالح النتيجة المقصودة.
ونشير إلى أن مفاهيم الحجة والنتيجة كانت، في التصور السابق الذي نجده عند ديكرو، وخاصة في كتابة" السلميات الحجاجية" عبارة عن أقوال، أما في التصور الذي نجده في أعماله الأخيرة، فإن هذه المفاهيم أعطيت لها دلالة واسعة ومجردة، فالحجة، حسب هذا التصور الجديد، عبارة عن عنصر دلالي يقدمه المتكلم لصالح عنصر دلالي أخر، والحجة قد ترد في هذا الإطار على شكل قول أو فقرة أو نص، أو قد تكون مشهدا طبيعيا أو سلوكا غير لفظي إلى غير ذلك.
والحجة قد تكون ظاهرة أو مضمرة بحسب السياق، والشيء نفسه بالنسبة إلى النتيجة والرابط الحجاجي الذي يربط بينهما. ويمكن أن نبين هذا على الشكل التالي:
·                     أنا متعب،إذن أنا بحاجة إلى الراحة
·                     أنا متعب،أنا بحاجة إلى الراحة
·                     أنا متعب
·                     أنا بحاجة إلى الراحة
فإذا قارنا بين هذه الأقوال، فسنجد أنه تم التصريح بالحجة والرابط والنتيجة في المثال الأول، وتم التصريح بالحجة والنتيجة وأضمر الرابط في المثال الثاني.أما المثال الثالث فلم يصرح فيه إلا بالحجة، والنتيجة مضمرة يتم استنتاجها من السياق، ونجد عكس ذلك في المثال الرابع، حيث ذكرت النتيجة وأضمرت الحجة.وتتسم الحجج اللغوية بعدة سمات.نذكر بعضها على سبيل التمثيل لا الحصر:
            I.       إنها سياقية: فالعنصر الدلالي الذي يقدمه المتكلم باعتباره يؤدي إلى عنصر دلالي آخر، فإن السياق هو الذي يصيره حجة، وهو الذي يمنحه طبيعته الحجاجية، ثم إن العبارة الواحدة،المتضمنة لقضية واحدة، قد تكون حجة أو نتيجة، أو قد تكون غير ذلك بحسب السياق.
           II.       إنها نسبية:فلكل حجة قوة حجاجية معينة، فقد يقدم المتكلم حجة ما لصالح نتيجة معينة، ويقدم خصمه حجة مضادة أقوى بكثير منها، وبعبارة أخرى هناك الحجج القوية والحجج الضعيفة والحجج الأوهى والأضعف.
ج- إنها قابلة للإبطال .
وعلى العموم، فإن الحجاج اللغوي نسبي ومرن وتدريجي وسياقي بخلاف البرهان المنطقي والرياضي الذي هو مطلق وحتمي.
والعلاقة التي تربط بين الحجة والنتيجة هي التي تدعي "العلاقة الحجاجية"،وهي تختلف،بشكل جدري عن علاقة الاستلزام أو الاستنتاج المنطقي.ويمكن أن نرمز لها على الشكل التالي:
ح ــــــــــــــــــــــ∑ ن
2- السلم الحجاجي
السلم الحجاجي هو علاقة ترتيبية للحجج يمكن أن نرمز لها كالتالي:
ن


د

                      
ج
                      

                                   
ب
                                   
ن = النتيجة
"ب"،"ج"،"د":حجج وأدلة تخدم النتيجة "ن".
فعندما تقوم بين الحجج المنتمية إلى فئة حجاجية ما، علاقة ترتيبية معينة، فإن هذه الحجج تنتمي إذاك إلى نفس السلم الحجاجي فالسلم الحجاجي هو فئة حجاجية موجهة. ويتسم السلم الحجاجي بالسمتين الآتيتين:
                                          I.                        كل قول يرد في درجة ما من السلم، يكون القول الذي يعلوه دليلا أقوى منه بالنسبة إلى "ن"
           II.       إذا كان القول "ب"يؤدي إلى النتيجة "ن"،فهذا يستلزم أن"ج" أو"د" الذي يعلوه درجة يؤدي إليها ،والعكس غير صحيح.فإذا أخذنا الأقوال الآتية:
1.               حصل زيد على الشهادة الثانوية
2.               حصل زيد على شهادة الإجازة
3.               حصل زيد على شهادة الدكتوراه
فهذه الجمل تتضمن حججا تنتمي إلى نفس الفئة الحجاجية، وتنتمي كذلك إلى نفس السلم الحجاجي، فكلها تؤدي إلى نتيجة مضمرة من قبيل "كفاءة زيد"أو"مكانته العلمية".ولكن القول الأخير هو الذي سيرد في أعلى درجات السلم الحجاجي، وحصول زيد على الدكتوراه هو بالتالي أقوى دليلا على مقدرة زيد وعلى مكانته العلمية.ويمكن الترميز لهذا السلم كما يلي:
ن= الكفاءة العلمية

د الدكتوراه

ج الإجازة

ب الشهادة الثانوية
·                     قوانين السلم الحجاجي:
وأهم هذه القوانين ثلاثة:
1.     قانون النفي:إذا كان قول ما "أ" مستخدما من قبل متكلم ما ليخدم نتيجة معينة، فإن نفيه (أي ~ أ) سيكون حجة لصالح النتيجة المضادة.
وبعبارة أخرى، فإذا كان "أ" ينتمي إلى الفئة الحجاجية بواسطة"ن"، فإن "~ أ " ينتمي إلى الفئة الحجاجية المحددة بواسطة "لا - ن".ويمكن أن نمثل لهذا بالمثالين التاليين:
·                     زيد مجتهد، لقد نجح في الامتحان
·                     زيد ليس مجتهدا، إنه لم ينجح في الامتحان
فإذا قبلنا الحجاج الوارد في المثال الأول، وجب أن نقبل كذلك الحجاج الوارد في المثال الثاني.
1.     قانون القلب: يرتبط هذا القانون أيضا بالنفي، ويعد تتميما للقانون، ومفاد هذا القانون أن السلم الحجاجي للأقوال المنفية هو عكس سلم الأقوال الإثباتية. وبعبارة أخرى، إذا كان (َأ) أقوى من (أ) بالقياس إلى النتيجة "ن"، فإن( ~ أ) هوأقوى من ( ~ أ..)بالقياس إلى "لا - ن".ويمكن التعبير عن هذه الفكرة بصيغة أخرى فنقول:إذا كانت إحدى الحجتين أقوى من الأخرى في التدليل على نتيجة معينة، فإن نقيض الحجة الثانية أقوى من نقيض الحجة الأولى في التدليل على النتيجة المضادة.ويمكن أن نرمز لهذا بواسطة السلمين الحجاجيين التاليين:
ن لا- ن


أ`                                                                             
                                                                                 


أ ~أ`

ولنوضح هذا بالمثالين التاليين:
·                     حصل زيد على الماجستير، وحتى الدكتوراه
·                     لم يحصل زيد على الدكتوراه، بل لم يحصل على الماجستير
فحصول زيد على الدكتوراه أقوى دليل على مكانته العلمية من حصوله على الماجستير في حين أن عدم حصوله على الماجستير هو الحجة الأقوى على عدم كفاءته من عدم حصوله على شهادة الدكتوراه .
وهذا يفسر لنا أيضا لحن الجملتين التاليتين، أوشذوذهما وغرابتهما على الأقل:
- حصل زيد على الدكتوراه، بل حصل على الماجستير
- لم يحصل زيد على الماجستير ،بل لم يحصل على الدكتوراه
1.     قانون الخفض: يوضح قانون الخفض Loi d’abaissement ) الفكرة التي ترى أن النفي اللغوي الوصفي يكون مساويا للعبارة:"moins que " فعندما نستعمل جملا من قبيل:
·                     الجو ليس باردا
·                     لم يحضر كثير من الأصدقاء إلى الحفل
فنحن نستبعد التأويلات التي ترى أن البرد قارس وشديد (المثال الأول) أو أن الأصدقاء كلهم حضروا إلى الحفل (المثال الثاني). وسيؤول القول الأول على الشكل التالي:
·                     إذا لم يكن الجو باردا، فهو دافى أوحار
وسيؤول القول الثاني كما يلي:
·                     لم يحضر إلا القليل منهم إلى الحفل
وتتجلى صعوبة صياغة هذه الوقائع، في أن الخفض الذي ينتج عن النفي لا يتموقع في السلم الحجاجي، ولا يتموقع أيضا في سلمية تدريجية موضوعية يمكن تعريفها بواسطة معايير فيزيائية.فلا تندرج الأقوال الإثباتية (من نمط "الجو بارد") والأقوال المنفية(من نمط "الجو ليس بارد) في نفس الفئة الحجاجية ولا في نفس السلم الحجاجي.ومع لك فقد اقترح أحد المناطقة المعاصرين صياغة تقريبية لهذا القانون نوردها كما يلي:
"إذا صدق القول في مراتب معينة من السلم، فإن نقيضه يصدق في المراتب التي تقع تحتها".
ويرتبط بمفهوم السلم الحجاجي مفهوم آخر هو مفهوم الوجهة أوالاتجاه الحجاجي ويعني هذا المفهوم أنه إذا كان قول ما يمكن من إنشاء فعل حجاجي فإن القيمة الحجاجية لهذا القول يتم تحديدها بواسطة الاتجاه الحجاجي، وهذا الأخير قد يكون صريحا او مضمرا، فإذا كان القول أو الخطاب معلما، أي مشتملا على بعض الروابط والعوامل الحجاجية، فإن هذه الأدوات والروابط تكون متضمنة لمجموعة من الإشارات والتعليمات التي تتعلق بالطريقة التي يتم بها توجيه القول أو الخطاب. أما في حالة كون القول غير معلم، فإن التعليمات المحددة للاتجاه الحجاجي تستنتج إذاك من الألفاظ والمفردات بالإضافة إلى السياق التداولي والخطاب العام.
الروابط والعوامل الحجاجية:
لما كانت للغة وظيفة حجاجية، وكانت التسلسلات الخطابية محددة بواسطة بنية الأقوال اللغوية وبواسطة العناصر والمواد التي تم تشغيلها، فقد اشتملت اللغات الطبيعية على مؤشرات لغوية خاصة بالحجاج. فاللغة العربية، مثلا، ، تشتمل على عدد كبير من الروابط والعوامل الحجاجية التي لا يمكن تعريفها إلا بالإحالة على قيمتها الحجاجية. نذكر من هذه الدوات: لكن، بل،إذن،حتى،لاسيما،إذ،لأن، بما أن ، مع ذلك، ربما، تقريبا، إنما، ما...إلا....إلخ.
إن هذه الأدوات التي دفعت ديكرو وأنسكومبر إلى رفض نموذج شارل موريس - والدفاع عن فرضية التداوليات المندمجة. وترتبط القيمة التداولية الحجاجية لقول ما بالنتيجة التي يمكن أن يؤدي إليها، أي بتتمته الممكنة والمحتملة، ولا ترتبط بتاتا بالمعلومات التي يتضمنها.
لقد اقترح ديكرو وصفا حجاجيا جديدا لهذه الروابط والأدوات باعتباره بديلا للوصف التقليدي. فإذا كان هذا الأخير يصف الأداة بأنها تشير إلى أن " ب " يستلزم " أ " فقط ، ويصف بأنها تشير إلى التعارض القائم بين القضايا التي تربط بينها، فإن الوصف الحجاجي لهذين الرابطين هو كالتالي: يسلم المخاطب بـ"ب" ، وبالإحالة على استلزام "ب" لـ " أ " ، فإن عليه أن يقبل " أ " ، وبالنسبة إلى " لكن" " تميل إلى أن تستنتج من " أ " نتيجة ما، لاينبغي القيام بذلك، لأن "ب" ، وهي صحيحة مثل" أ " ، تقترح النتيجة المضادة". أما بالنسبة إلـى" حتى" فليس دورها منحصرا في أن تضيف إلى المعلومة (جاء زيد) في القول ( حتى زيد جاء) معلومة أخرى (مجيئ زيد غير متوقع)، بل إن دور هذا الرابط يتمثل في إدراج حجة جديدة، أقوى من الحجة المذكورة قبله، والحجتان تخدمان نتيجة واحدة، لكن بدرجات متفاوتة من حيث القوة الحجاجية.
وينبغي أن نميز بين صنفين من المؤشرات والأدوات الحجاجية: الروابط الحجاجية والعوامل الحجاجية، فالروابط تربط بين قولين، أو بين حجتين على الأصح ( أو أكثر) ، وتسند لكل قول دورا محددا داخل الاستراتيجية الحجاجية العامة. ويمكن التمثيل للروابط بالدوات التالية: بل، لكن، حتى، لا سيما، إذن، لأن، بما أن ، إذ....
أما العوامل الحجاجية فهي لاتربط بين متغيرات حجاجية أي بين حجة ونتيجة أو بين مجموعة حجج) ، ولكنها تقوم بحصر وتقييد الإمكانات الحجاجية التي تكون لقول ما وتضم مقولة العوامل أدوات من قبيل: ربما، تقريبا، كاد، قليلا، كثيرا ، ما...إلا، وجل أدوات القصر.
وقد أدرج ديكرو مفهوم العامل الحجاجي، لأول مرة في مقاله المعنون"Notes sur L'argumentation et L'acte d'argumenter" المنشور سنة 1982، ثم فصل فيه القول بعد ذلك في مقاله المنشور سنة 1983، والذي يحمل عنوان"Opérateurs argumentatifs et visée argumentative:
ولنوضح مفهوم العامل الحجاجي بشكل أكثر، ندرس المثالين الآتيين:
·                     الساعة تشير إلى الثامنة
·                     ؟ لاتشير الساعة إلا إلى الثامنة
فعندما أدخلنا على المثال الأول أداة القصر "لا....إلا"، وهي عامل حجاجي، لم ينتج عن ذلك أي اختلاف بين المثالين بخصوص القيمة الإخبارية أو المحتوى الإعلامي، ولكن الذي تأثر بهذا التعديل هو القيمة الحجاجية للقول، أي الإمكانات الحجاجية التي يتيحها. فإذا أخذنا القولين الآتيين:
·                     الساعة تشير إلى الثامنة، أسرع
·                     ؟ لا تشير الساعة إلا إلى الثامنة، أسرع
فسنلاحظ ان القول الأول سليم ومقبول تماما أما القول الثاني فيبدو غريبا، ويتطلب سياقا خاصا وأكثر تعقيدا حتى نستطيع تاويله وبعبارة أخرى، فهو يتطلب مسارا تأويليا مختلفا.
وإذا عدنا إلى المثال السابق (الساعة تشير إلى الثامنة )، فسنجد أن له إمكانات حجاجية كثيرة.فقد يخدم هذا القول نتائج من قبيل:الدعوة إلى الإسراع، التأخر والاستبطاء، هناك متسع من الوقت، موعد الأخبار ...إلخ وبعبارة أخرى، فهو يخدم نتيجة من قبيل :"أسرع"، كما يخدم النتيجة المضادة لها:"لا تسرع"، لكن عندما أدخلنا عليه العامل الحجاجي:"لا...إلا"، فإن إمكاناته الحجاجية تقلصت، وأصبح الاستنتاجي العادي والممكن هو:
- "لا تشير الساعة إلا إلى الثامنة، لا داعي للاسراع".
أما الرابط الحجاجي (حروف العطف، الظروف...) فهو يربط بين وحدتين دلاليتين(أوأكثر)، في أطار استراتيجية حجاجية واحدة، وهذا في إطار الصيغة الجديدة للنظرية الحجاجية، أما في التصور السابق، فقد كنا نقول إنه يربط بين قولين (أو أكثر)، وقد تم التخلي عن هذا التصور لأن ظاهرة الربط جد معقدة، ولأن الربط بين الأقوال ليس إلا حالة خاصة، فقد يربط الرابط بين قولين وقد يربط بين عناصر غير متجانسة، كأن يربط مثلا بين قول وقولية(une enonciation )، أو بين قول وسلوك غير كلامي، إلى غير ذلك من الحالات الممكنة.
فإذا أخذنا المثال التالي:
·      زيد مجتهد، إذن سينجح في الامتحان فسنجد أنه يشتمل على حجة هي( زيد مجتهد) ونتيجة مستنتجة منها (سينجح)، وهناك الرابط (إذن) الذي يربط بينهما.
ونميز بين أنماط عديدة من الروابط:
            I.       الروابط المدرجة للحجج (حتى،بل،لكن،مع ذلك،لأن...)والروابط المدرجة للنتائج (إذن،لهذا،وبالتالي.....)
           II.       الروابط التي تدرج حججا قوية (حتى ،بل،لكن،لاسيما...)والروابط التي تدرج حججا ضعيفة .
ج- روابط التعارض الحجاجي (بل،لكن،مع ذلك...)، وروابط التساوق الحجاجي (حتى،لاسيما)
4- المبادئ الحجاجية:
وجود الروابط والعوامل الحجاجية لا يكفي لضمان سلامة العملية الحجاجية، ولا يكفي أيضا لقيام العلاقة الحجاجية، بل لابد من ضامن يضمن الربط بين الحجة والنتيجة، هذا الضامن هو من يعرف بالمبادئ الحجاجية (les topoi)،وهي تقابل مسلمات الاستنتاج المنطقي في المنطق الصوري أو الرياضي.هذه المبادئ هي قواعد عامة تجعل حجاجا خاصا ما ممكنا، ولها خصائص عديدة، نذكر منها ما يلي:
                                          I.                        إنها مجموعة من المعتقدات والأفكار المشتركة بين الأفراد داخل مجموعة بشرية معينة.
                                       II.                        العمومية:فهي تصلح لعدد كبير من السياقات المختلة والمتنوعة .
ج- التدرجية (la gradualite): إنها تقيم علاقة بين محمولين تدريجيين أو بين سلمين حجاجيين (العمل- النجاح) مثلا.
د- النسبية:فإلى جانب السياقات التي يتم فيها تشغيل مبدأ حجاجي ما، هناك إمكان إبطاله ورفض تطبيقه باعتباره غير وارد وغير ملائم للسياق المقصود، أو يتم إبطاله باعتماد مبدأ حجاجي آخر مناقض له. فالعمل يؤدي إلى النجاح ولكنه قد يؤدي إلى الفشل في سياق آخر إذا زاد عن الحد المطلوب وإذا نظر إليه على أنه تعب وإرهاق وإهدار للطاقة. وإذا نظرنا في المثالين التاليين :
- أنا متعب، إذن أنا بحاجة إلى الراحة
- سينجح زيد لنه مجتهد
فسنقول إن المبدأ الحجاجي الموظف في الجملة الأولى هو:
·                     بقدر تعب الإنسان، تكون حاجته إلى الراحة
ويمكن أن يصاغ هذا المبدأ صياغة تعبيرية أخرى:
·                     كلما كان الإنسان متعبا، كان بحاجة إلى الراحة
·                     يكون الإنسان بحاجة على الراحة بمقدار ما يكون متعبا.
ونشير إلى أن اللغوي السويسري ألان براندوري صاغ هذه المبادئ صياغة استلزامية على الشكل التالي:"إذا أ،فإن ب" ، لكن ديكرو انتقد هذه الصياغة، واقترح صياغة أخرى ذات طابع تجريدي، وذلك باعتماد قيمتي "زائد"(+) و"ناقص (–)، بحيث عبر عنها بهذا الشكل:
Il fait beau, la promenade est agreable (≠)
·                     ونترجمها على النحو التالي :
·                     بقدر ما يكون الجو جميلا، تكون النزهة محبذة .
ويشتمل المثال الآخر على مبدأ حجاجي من قبيل:(الاجتهاد يؤدي إلى النجاح )أو(تكون فرص نجاح الإنسان بقدر عمله واجتهاده).
فالمبادئ الحجاجية إذن، هي مجموعة من المسلمات والأفكار والمعتقدات المشتركة بين أفراد مجموعة لغوية وبشرية معينة، والكل يسلم بصدقها وصحتها، فالكل يعتقد أن العمل يؤدي إلى النجاح ،وأن التعب يستدعي الراحة ،وأن الصدق والكرم والشجاعة كم القيم النبيلة والمحببة لدى الجميع، والتي تجعل المتصف بها في أعلى المراتب الاجتماعية، والكل يقبل أيضا أن انخفاض ميزان الحرارة يجعل سقوط المطر محتملا.وبعض هذه المبادئ يرتبط بمجال القيم والأخلاق، وبعضها الآخر يرتبط بالطبيعة ومعرفة العالم .
وإذا كانت المبادئ الحجاجية ترتبط بالإيديولوجيات الجماعية، فإنه من الممكن أن ينطلق استدلالان من نفس المقدمات، وأن يعتمدا نفس الروابط والعوامل، ومع ذلك يصلان إلى نتائج مختلفة، بل متضادة .ولن يفسر هذا إلا باعتماد مبادئ حجاجية تنتمي إلى إيديولوجيات متعارضة. لكن إلى جانب هذه المبادئ المحلية (topoi locaux) المرتبطة بإيديولوجيات الأفراد داخل المجموعة البشرية الواحدة، هناك مبادئ أخرى أعم، وهي مشتركة بين جميع أفراد المجموعة اللغوية، ومؤشر لها داخل اللغة.
 

فرضان مراقبة في المقال الأدبي

فرض مراقبة  في المقال الأدبي
المستوى الدّراسي: 2 ثانوي
الاختصاص: آداب
المحور: الشعر الجاهلي
الموضوع:
يتميّز الشّعر الجاهليّ بأقسام مخصوصة تُحدّد بنيته و بأغراض مًنتقاة تضبط مقاصده و بمعان مُستحدثة تُسيّج مضامينه.
حلّل هذه القولة، بالاستناد إلى الشواهد المُناسبة.
.........................................
فرض مراقبة  في المقال الأدبي
المستوى الدّراسي: 2 ثانوي
الاختصاص: آداب
المحور: الشعر الجاهلي
الموضوع:
يتميّز الشّعر الجاهليّ بأقسام مخصوصة تُحدّد بنيته و بأغراض مًنتقاة تضبط مقاصده و بمعان مُستحدثة تُسيّج مضامينه.
حلّل هذه القولة، بالاستناد إلى الشواهد المُناسبة.