السبت، 14 مايو 2011

العُمران

لفظ " عمران " لم يُبدعه ابن خلدون، بل وُجد في المعجم قبل أن يُولد بقرون. لكنّ ابن خلدون قد أكثر من استعماله و جعل له و لمعناه نزلة هامّة في مقدّمته و خصّه بمدلولات لم يختصّ بها من قبل.
و جعله موضوعا لعلم لم يندرج ضمن العلوم المعروفة قبله، بل قال عنه صاحبه إنّه " مستحدث الصّنعة غريب النزعة أعثر عليه البحث و أدّى إليه الغوص " فصار للعمران منذ أن ألّفت " مقدّمة " ابن خلدون شأن لم يكن له من قبل حتّى أصبح و كأنّه - لفظا و معنى - من المستحدثات الخلدونيّة. و في الحقيقة ما أضافه ابن خلدون إلى المعاني المعجميّة لهذا اللّفظ إنّما هو معنى التساكن و الاجتماع. فأصبح العمران مجال " العلاقات الإنسانيّة " بمختلف مظاهرها. و اتّجه إلى " أحواله " و تباينها و تطوّرها.
أحمد عبد السّلام- آراء ابن خلدون و تأثيرها في العالم الإسلامي
الحياة الثقافيّة- عدد 9 سنة 1980. ص: 144

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق