قال أبو القماقم: أوّل الإصلاح ألاّ أردّ ما وقع في يدي، فإن كان من وقع في يدي لي فهو لي و إن لم يكن لي فأنا أحقّ به ممّن جعله في يدي و من أخرج من يده شيئا إلى يد غيره من غير ضرورة فقد أباحه لمن صيّره إليه.
و قالت له امرأة ويحك يا أخي أبا القماقم إنّي تزوّجت زوجا نهاريّا و الساعة وقته و ليست عليّ هيئة فاشتر لي بهذا الرغيف آسا و بهذا الفلس دهنا فعسى الله أن يلقي محبّتي في قلبه فيرزقني على يدك شيئا أعيش به فقد و الله ساءت حالي فأخذهما و انصرف فرأته بعد أيّام فقالت: سبحان الله أما رحمتني ممّا صنعت بي؟ قال ويحك سقط و الله منّي الفلس فمن الغمّ أكلت الرغيف.
الجاحظ- البخلاء
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق